Top Ad unit 728 × 90

أخبار الأدب

تاريخ الأدب العربي

الشعر الجاهلي

هو الشعر العربي الذى قيل قبل الإسلام بنحو من مائة وخمسين إلى مئتى عام في رأى بعض المحققين الذين أشاروا إلى أن الشعر الناضج يعود إليها وقد اشتمل على شعر عدد كبير من الشعراء على رأسهم شعراء المعلقات مثل عنترة وزهير ولبيد وامرىء القيس كما ضم دواوين عدد من الشعراء والشاعرات الذى وصلنا شعر بعضهم كاملا تقريبا ووصلتنا شذرات من شعر بعضهم ويتميز هذا الشعر بجزالة لفظه ومتانة تراكيبه واحتوائه على معلومات غنية عن البيئة الجاهلية بما فيها من حيوان وطير وجماد كما أنه عبر عن أحداث حياة العرب وتقاليدهم ومعاركهم المشهورة وأماكن معيشة قبائلهم وأسماء آبار مياههم وأسماء فرسانهم المشهورين ومحبوباتهم حتى قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه ( كان الشعر علم قوم لم يكن لديهم علم أصح منه) واعتبر هذا الشعر سجلا لحياة الأمة العربية قبل ظهور الإسلام كما اعتمد عليه علماء اللغة في وضع قواعد النحو والاستشهاد على صحتها واعتمد عليه مفسرو القرآن في بيان معاني الكلمات ومدى ورودها في لغة العرب. ويعتبر الشعر في الجاهلية محل افتخار بين الشعار حيث أنهم وصلوا إلى ذروة اللغة العربية من فصاحة وبلاغة ,لذلك نزل القران الكريم معجزاً لهم ومتحديا لفصاحتهم على أن ياتوا بمثله 
    ظاهرة الصعلكة في الشعر الجاهلي الصعلكة ظاهرة وحركة من حركات التمرد على الواقع الحياتي والمعاشي الذي يعيش الإنسان في كنفه . فالإنسان لا يملك كفاف عيشه وطعامه لتدفعه الحياة لكي يواجه مخاطرها ويسيح في عرض البلاد وطولها طالباً الحصول على رزقه بكافة السبل ليبقى وهو يسعى في مناكب الأرض كريماً عزيزاً لا يتذلل لأحد . وفي الأرض منأى للكريم عن الاذى وفيها لمن خاف القلى متعزل‏ ويعد شعر الصعاليك في أدبنا العربي دعوة لنبذ الواقع المحبط وأخذ مال الأغنياء والموسرين وتوزيعه على أصحاب الحاجة لسد رمق معيشتهم .‏ ومن يك مثلي ذا عيال ومقتراً من المال يطرح نفسه كل مطرح‏ والصعاليك طوائف متعددة فمنهم الخليع الذي تبرأت عنه عشيرته وأهدرت دمه ومنهم الغرباء أبناء السبايا الذين تنكر لهم آباؤهم ولم يعترفوا بهم ، والفقراء الذين تمردوا على الواقع نتيجة للظروف التي كانوا يعيشونها ليحترفوا الصعلكة وينضموا إلى من تصعلك قبلهم فهو يدعوا للحصول على طعامه ولو أدى ذلك إلى امتشاق السيف‏ ذريني اطوف في البلاد لعلني أخليك أو أغنيك عن سوء محضري‏ وفي هذا الشعر نجد رفضاً واقعياً للمعيشة المرة والفقر المحدق ونداء يطلب المساواة بين الجميع ودعوة إلى رابطة اجتماعية يسودها العز والكرامة .‏ إذا المرء لم يبعث سواماً ولم يرح سوماً ولم تعطف عليه اقاربه‏ فللموت خير للفتى من حياته فقيراً ومن مولى تدب عقاربه‏ ثم يمضي الشاعر في فضاء رحب فسيح ساعياً للحصول على ما يسد به رمقه دون سؤال الناس و استجدائهم :‏ متى تطلب المال المقنع بالقنا تعش ماجداً أو تحترمك المخارم‏ ثم اننا نجد ان هناك ظاهرة أخرى في اشعارهم و هي التشرد و النأي عن الاهل و بعدهم عنهم لتثور فيهم ظاهرة الشجاعة و الغزو لاعدائهم و مهاجمتهم للقوافل التجارية :‏ مطلاً على اعدائه يزجرونه بساحتهم زجر المنيع المشهر‏ اما شعرهم فهو مليء بالواقعية الصادقة و الصور الحقيقية حيث انه المتنفس الوحيد لما كانت تضيق به الصدور و تجيش به قرائحهم و تعبر عنه خباياهم حيث تصبح و بشكل دائم دعوة لاخوانهم للانضمام اليهم:‏ و ما نلتها حتى تصعلكت حقبة و كدت لاسباب المنية اعرف‏ و شعرهم ذو مزية رتيبة عالية مصبوغة بوحدة موضوعية متناغمة لتعبر عن واقعهم و افعالهم من غزوات و سرعة و مهاجمة القوافل ونهبها‏ و حتى رأيت الجوع بالضيف ضرني إذا قمت تغشاني ظلال فاسدف‏ حتى ان بعضهم كان يطلب من زوجاته الصبر و الاناة لان الظروف والحياة القاسية هي التي دفعته إلى ذلك :‏ أقيموا بني آمي صدور مطيكم فإني إلى قوم سواكم لأميل‏ لعمرك ما في الأرض ضيق على امرى سرى راغباً أو راهباً و هو يغفل‏ و نجده من الواضح الجلي في هذه الظاهرة الفنية الشعرية ابتعادهم عن القصيدة الطويلة .‏ يقول د. يوسف خليف: تلك هي الحياة القلقة المشغولة بالكفاح في سبيل العيش و تلك الطائفة الارستقراطية المستقرة التي فرّغت للفن تراثاً هيأته لها .‏ قبائل لا من أجل الفن و لكن من أجلها هي و هذا ما يؤكده قول الشاعر‏ تقول سليمى لا تعرضن لتلعة و ليلك عن ليل الصعاليك نائم‏ ألم تعلمي ان الصعاليك نومهم قليل إذا نام الخلي المسالم‏ و في شعرهم نجد فلسفتهم في الحياة و لذتها ، و ذلك من خلال تجاربهم اليومية .. و خاصة ظاهرة العدل الاجتماعي و نظرتهم تلك النظرة المزرية إلى الفوارق الطبقية‏ ذريني للغنى اسعى فإني رأيت الناس شرهم الفقير‏ ثم انه لا يبقى ساكتاً على الظلم و القهر ليجد لنفسه متسعاً يثور من خلاله و مكاناً في الأرض يبتعد به عن الذل و الاذى‏ و في الأرض منأى للكريم عن الاذى و فيها لمن خاف القلى متعزل‏ ان شعر الصعاليك هو امتداد ذو صبغة شعرية تدل على القدرة الفنية و الاحساس المرهف الجمالي حيث تمكن الشاعر ان ينطلق من خلاله للتأسيس و التجديد ، و يمتاز بأشعاره بخاصة فنية خاصة يتفرد بها الشعر الجاهلي .‏ لقد امن الجاهليون ان الشاعر يملك قوى خارقة تمكّنه من التنبؤ بالأحداث والتعبير عمّا يتنبّأ به بكلام موزون ومقفّى لذلك كانت القبائل الجاهلية تفتخر بشعرائها وتمجّدهم حيث اعتبر الشاعر لسان قبيلته يهجو الاعداء ويمجّد اسم القبلية بشعره وكما هو معروف ان للقصيدة الجاهلية مبنى خاص بهاويسمّى المبنى الثلاثي المتمثّل فيما يلي: 1- الوقوف على الاطلال(المقدمة الغزلية/الخمرية). 2- الوصف. 3- القصد من القصيدة وقد يختم الشعر بأبيات من الحكمة.

خصائص الشعر الجاهلي

- البساطة والوضوح والصدق وعدم التكلف .
-
قلة المحسنات وألوان التزيين الفني والزخرف البديعي .
-
متانة الأسلوب وقوته وجزالته .
-
القصد إلى المعني في إيجاز ويسر وعدم الإطالة .
-
صور الشعر الجاهلي وأخيلته محدودة بحدود البيئة الصحراوية , مما أدى إلى ظهور التكرار في الصور والمعاني في الشعر الجاهلي .
-
الصدق والصراحة في وصف الانفعالات والعواطف والوقائع في غير مبالغة .
-
الطابع البدوي الذي يسطر على معظم الشعر الجاهلي مما هو أثر للبيئة والحياة الجاهلية ومن آثار هذا الطابع في الشعر الجاهلي :
شدة تمثيله للبيئة البدوية , تلك البيئة التي عاش فيها العربي فوصفها وصفاً دقيقاً وتمثلها في شعره تمثلاً كاملاً .
بدء أغلب القصائد الجاهلية بذكر الأطلال ووصف الديار وذلك لطبيعة حياتهم القائمة على الترحال والانتقال من مكان لآخر وطبيعة العربي أنه يحنُّ إلى ماضيه .
كثرة الألفاظ الغريبة والوحشية المستمدة من البيئة البدوية الجافة .

المعلقات هي من أشهر ما كتب العرب في الشعر وسميت معلقات. و قد قيل لها معلقات لأنها مثل العقود النفيسة تعلق بالأذهان. و يقال أن هذه القصائد كانت تكتب بماء الذهب وتعلق على أستار الـكعبة قبل مجيء الاسلام، وتعتبر هذه القصائد أروع وأنفس ما قيل في الشعر العربي القديم لذلك اهتم الناس بها ودونوها وكتبوا شروحا لها, وهي عادة ما تبدأ بذكر الأطلال وتذكر ديار محبوبة الشاعر وتكون هذه المعلقات من محبته له شهاره الخاص.
وقيل إن حماد الراوية هو أول من جمع القصائد السبع الطوال وسماها بالمعلقات (السموط). وكان يقول أنها من أعذب ماقالت العرب وأن العرب كانو يسمونها بالسموط(المعلقات). ذهب الأدباء والكتاب من بعده لدراستها. مثل ابن الكلبي. وابن عبد ربه صاحب العقد الفريد وأضاف بكتابه أمر تعليقها بالكعبة. قد تجدهم سبع قصائد في كل كتاب قديم لكن منهم من أضاف قصيدة لشاعر وأهمل قصيدة الاخر. فحتاروا منهم السبعة. فجعلوها عشر. (تاريخ الأدب العربي. لأبي فوق الشجرة).
وأشهر تلك المعلقات سبعة هي:
ويضاف أيضاً إلى تلك القصائد ثلاثة أخرى، لتسمى جميعها بالمعلقات العشرأ وهي:

عروة بن الورد

لحي الله صعلوكاً إذا جن ليلـه

مصافي المشاش آلفاً كل مجزر
عروة بن الورد بن زيد العبسي (توفي 30 ق.هـ/594 م)، شاعر من غطفان من شعراء الجاهلية وفارس من فرسانها وصعلوك من صعاليكها المعدودين المقدمين الأجواد. كان يسرق ليطعم الفقراء ويحسن إليهم. وكان يلقب عروة الصعاليك لجمعه إياهم وقيامه بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم ولم يكن لهم معاش ولا مغزى، وقيل: بل لقب عروة الصعاليك لقوله:

يعد الغنى من دهره كـل لـيلة

أصاب قراها من صديق ميسر

ولله صعلوك صفيحة وجـهـه

كضوء شهاب القابس المتنـور
قال معاوية بن أبي سفيان: «لو كان لعروة بن الورد ولد لأحببت أن أتزوج إليهم». وقال الحطيئة في جوابه على سؤال عمر بن الخطاب كيف كانت حروبكم؟ قال: «كنا نأتم في الحرب بشعره». قال عبد الملك بن مروان: «من قال إن حاتماً أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد»[1].
وفي الأغاني من خبره: «كان عروة بن الورد إذا أصابت الناس سني شديدة تركوا في دارهم المريض والكبير والضعيف، وكان عروة بن الورد يجمع أشباه هؤلاء من دون الناس من عشيرته في الشدة ثم يحفر لهم الأسراب ويكنف عليهم الكنف ويكسبهم، ومن قوي منهم-إما مريض يبرأ من مرضه، أو ضعيف تثوب قوته- خرج به معه فأغار، وجعل لأصحابه الباقين في ذلك نصيباً، حتى إذا أخصب الناس وألبنوا وذهبت السنة ألحق كل إنسان بأهله وقسم له نصيبه من غنيمةٍ إن كانوا غنموها، فربما أتى الإنسان منهم أهله وقد استغنى، فلذلك سمي عروة الصعاليك».
له ديوان شعر شرحه ابن السكيت)2)



الشعر الجاهلي Reviewed by jalal am on 12:49:00 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لدى مدونة عمران في الدراسات العربية © 2020 - 2021
Powered By blogger

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.